سورة الحجر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


قوله عز وجل: {قالوا إنا أُرسلنا إلى قومٍ مجرمين إلاّ آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين} آل لوط اتباعه ومؤمنو قومه، سمّاهم آلَهُ لنصرتهم له، وإيمانهم به، فاستثناهم من المجرمين المأمور بهلاكهم، فخرجوا بالاستثناء منهم.
ثم قال تعالى {إلاّ امْراَته} فكانت مستثناة من آل لوط ولاحقة بالمجرمين، لأن كل استثناء يعود إلى ما تقدمه فيخالفه في حكمه. فإن عاد إلى إثبات كان الاستثناء نفياً، وإن عاد إلى نفي كان الاستثناء إثباتاً، فصارت امرأة لوط ملحقة بالمجرمين المهلكين.
ومثال هذا في الإقرار أن يقول له: عليّ عشرة إلا سبعة إلا أربعة، فيكون عليه سبعة لأن الأربعة استثناء يرجع إلى السبعة التي قبلها، فصار الباقي منها ثلاثة. وتصير الثلاثة الباقية هي الاستثناء الراجع إلى العشرة، فيبقى منها سبعة.
وهكذا في الطلاق لو قال لزوجته: أنت طالق ثلاثاً أو اثنتين إلا واحدة طلقت ثنتين لأن الواحدة ترجع إلى الثنتين، فتبقى منها واحدة فتصير الواحدة هي القدر المستثنى من الثلاثة فيصير الباقي منها ثنتين وهكذا حكم قوله: {إلا امرأته}. {قدرنا} فيه وجهان:
أحدهما: معناه قضينا، قاله النخعي.
الثاني: معناه كتبنا، قاله علي بن عيسى.
{إنها لَمِنَ الغابرين} فيه وجهان:
أحدهما: أي من الباقين في العذاب مع المجرمين.
الثاني: من الماضين بالعذاب.


قوله عز وجل: {فأسرِ بأهلك بقطع مِن الليل} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: بآخر الليل، قاله الكلبي.
الثاني: ببعض الليل، قاله مقاتل.
الثالث: بظلمة الليل، قاله قطرب، ومنه قول الشاعر:
ونائحةٍ تنوحُ بقطع ليلٍ *** على رَجُلٍ بقارعةِ الصعيد
قوله عز وجل: {وقضينا إليه ذلك الأمر} أي أوحينا إليه ذلك الأمر.
{أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين} فيه وجهان:
أحدهما: آخرهم.
الثاني: أصلهم.
{مقطوع مصبحين} أي يستأصلون بالعذاب عند الصباح.


قوله عز وجل: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} لعمرك: قسم فيه أربعة أوجه:
أحدها: معناه وعيشك، وهذا مروي عن ابن عباس.
الثاني: معناه وعملك، قاله قتادة.
الثالث: معناه وحياتك، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً وقال: ما أقسم الله تعالى بحياة غيره.
الرابع: وحقك، يعني الواجب على أمتك، والعمر الحق، ومنه قولهم: لعمر الله، أي وحق الله. وفي {سكرتهم} وجهان:
أحدهما: في ضلالتهم، قاله قتادة.
الثاني: في غفلتهم، قاله الأعمش.
وفي {يعمهون} أربعة أوجه:
أحدها: معناه يترددون، قاله ابن عباس ومجاهد وأبو العالية وأبو مالك.
الثاني: يتمارون، قاله السدي.
الثالث: يلعبون، قاله الأعمش.
الرابع: يمنعون، قاله الكلبي.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8